top of page

العرض

الأول

١٩٩٣

الحادثة

لما يعرف اني ماهربتش هيعاملني كويس، و ساعتها يرضي يديني حريتي

مقدمة المؤلف

أقرأ الحادثة...!

 

‏قرأت هذه القصة وشاهدتها فيلما منذ سنوات...

وشعرت على الفور برغبة شديدة في إعادة كتابتها مرة أخرى!

‏كنت قد قررت ألا أعد أي أعمال أجنبية بعد ‏مسرحية "انتهى الدرس" و ‏مسرحية "علي بيه مظهر" رغم نجاحهما، فالنقد الذي يتجاهل ‏مئات المسرحيات والأفلام المقتبسة و ‏برداءة عادة، ‏لا يعترف بمسرحية أقر كاتبها انه استلهمها من عمل آخر ولا يكلف أي ناقد ‏من هؤلاء نفسه مشقة عقد مقارنة بين العملين و مدى الجهد الأصيل ‏الذي بذل في ذلك للوصول إلى معالجة مغايرة تقول شيئا مختلفا.

‏رغم هذا فإنني لم أستطيع مقاومة الحاح هذه القصة، ووجدت نفسي مدفوعا إلى محاولة تقديمها للناس. ذلك إنني منذ اللحظة الأولى ‏قرأتها قراءة مختلفة. فالقصة تكاد تكون شرقية لحما ودما، ويبدو حدوثها في الغرب كحدث استثنائي عارض، أما في منطقتنا فهي ليست ‏واقعة أو حادثة بقدر ما هي واقع يومي متكرر.. الجريمة هنا تقع دون أن تسمى باسمها ويوافق عليها المجتمع، أقصد جريمة طلب الحب عن طريق ‏الإكراه والتسلط ، فهي ماثلة في علاقة الرجل بالمرأة حتى داخل إطار الزواج، كما أنه نفس هذه العلاقة المستحيلة تبدو شبيهة بعلاقة الحاكم الوطني المتسلط ، بشعبه ‏المحتجز رهينة ‏إرادته.

‏ ‏هذه القراءة الأخرى جعلتني أعيد صياغة القصة فأضيف عليها شخصية نبيل وعبوده والغانية ثم عالم الآثار الأجنبي الذي يبدو كشاهد على الجريمة... وهو نفس الأمر ‏الذي جعلني احذف بعض الوقائع و أغير وأضيف بعضها حتى اصل إلى نهاية مغايرة.

‏و لقد فضلت أن أقدم هذه المسرحية الان ومؤجلا بعض مسرحيات جديده لي، لأنني أريد أن يشاركني الجمهور هذه القراءة التي تخصنا نحن ‏في هذه المنطقة من العالم، وفي ظني انه هدف يسمو كثيرا عن طلب تأييد النقاد أو خشية انتقادهم.

 ومن ناحية فنية فإن المسرحية بحكم أنها تكاد تقتصر على شخصيتين فقط أغلب الوقت، كانت تمثل أمامي تحديا دراميا مثيرا...وامتحان صعب للحصول على اهتمام الجمهور.

وكنت ولا زلت أثق في جمهورنا من كل الفئات والطبقات باستثناء.

إلى هذا الجمهور العظيم أهدي هذه المحاولة.

 

 

لينين الرملي، ١٩٩٤

bottom of page