top of page

العرض

الأول

١٩٨٩

وجهة نظر

قال عنها الناقد الكبير فؤاد دواره "على زقزقة العصافير وترجيع نغمات بيانو حزين، أطلق لينين الرملى العنان لشاعريته فأطربنا وأشجانا وزاد من فهمنا لأنفسنا و واقعنا كما لم تفعل إلا قلة نادرة من كبار كتاب مسرحنا لا تكاد تتجاوز أصابع اليدين" والمسرحية شهدت عند عرضها نجاحا باهرا وترجمت إلي الإنجليزية .

الشوف مش نظر، الشوف الحقيقي... وجهة نظر 

‏ مقدمة ‏كتاب وجهة نظر

 

كانت عندي قصة عن مؤسسة للمكفوفين تستغل إدارتها عاهة نزلائها فتسرق ‏حقوقهم بدلا من أن تخدمهم، ‏وتحمس الأستاذ صلاح أبو سيف الهرم السينمائي الكبير لإخراجها، ‏وكنت أعشق العمل معه. بدأت اكتب المعالجة السينمائية ورشحنا ‏بطل الفيلم ورحنا نزور أطباء العيون وأخذني في جولات لزيارة معاهد ومؤسسات ‏المكفوفين نلتقي بهم وبمديريها لندرس موضوعنا ثم فوجئت به يعتذر عن عدم إخراج الفيلم. قال برقه انه لم يلحظ أن أي إدارة ‏تسيء للنزلاء او تستغل عاهتهم ولذلك لا يطاوعه ضميره أن ‏يظلمهم. حاولت إقناعه أن فكرتي لا تقصد عملا واقعيا يعالج مشكلة المكفوفين وإنما ‏الاستغلال بوجه عام وعاهة العمي هنا = ‏الجهل بما يدور حولهم وهو ما يمكن أن يحدث للمبصرين، لكنه لم يقتنع. 


بعد وقت ‏كنت ابحث في أوراقي عن فكرة مسرحية جديدة لفرقتي الخاصة (استوديو ٨٠)، فقلت لماذا لا ‏اعالج نفس الفكرة كمسرحيه؟! ورحت اكتبها باسم (وجهة نظر)، وكان في ذهني أن تؤدي بطريقة ‏مختلفة. كنت قد اعتدت أن أقرأ كل مسرحية جديدة على مجموعة الممثلين في أول بروفة. وخمنت ‏وأنا أكتبها أن الممثلين سيرونها مسرحية مأساوية!  ‏وهيأت نفسي للرد على ذلك، وحدث ما توقعته، بمجرد أن انتهيت من القراءة ‏قال اكبر الممثلين سنا -على استحياء- إن الكوميديا فيها قليلة. وكان ردي ‏إني تعمدت كتابة مسرحية مأساويه كتجربة جديدة في مسرح القطاع الخاص، وأنني وشريكي أحرار أن ننتج عملا مأساويا.

اعتذر اغلب الممثلين تقريبا عن عدم الاشتراك في هذا العمل، ثم عادوا و وافقوا لأسباب مختلفة دون أن يقتنعوا بأنها كوميديه. كان هدفي ‏دفعهم للتمثيل بصدق وأن ينسوا أمر الضحك حتى يجيء الضحك صادقا ونابعا من الموقف. فوجئ الممثلون في البروفة النهائية التي تسبق الافتتاح وحضرها الجمهور أن المسرحية ‏مثيرة للضحك أكثر من أي مسرحية مثلوها من قبل.
‏لكن ما سرني أن الكوميديا لم تتعارض مع الرقة التي شاعت في ثناياها، أو الشجن الذي كان ‏يا يبعثه بعض مواقفها.

دعوت الأستاذ صلاح ليحضر ‏العرض فوقف في نهايته يصفق طويلا بإعجاب. وعندما ‏صدرت المسرحية في كتاب لأول مرة سجلت في أول صفحة إهداءها له.
وأنا أهديها له للمرة ‏الثالثة بعد رحيله.

 

لينين الرملي، ٢٠٠٨
 

bottom of page