top of page

العرض

الأول

١٩٩٢

سعدون المجنون

لا متقولش عبد الناصر مات ..عبد الناصر عامل انه ميت

مقدمة المؤلف

إقرار وتعهد

منذ أن بلغت السابعة عشرعلي الأقل كنت أتابع صحف ومجلات فترة الستينيات، أقرأ و أتابع خطب الزعيم بعد أن أسمعها وأشاهدها مرات عديدة مذاعة بالراديو والتليفزيون، كذلك تابعت تعليقات الكتاب والصحفيين المصريين والعرب والأجانب عليها. وفي المدرسة درست بعض تلك الخطب وأعرب نصوصها ونلت فيها أعلى الدرجات ,كما درست أجزاء من الميثاق بالعربية والإنجليزية.

وفي حصص التاريخ والتربية الوطنية عرف تاريخ مصر منذ أسرة محمد علي وحقبة الإقطاع ثم الرأسمالية المستغلة والاحتلال والعهد البائد..الخ.

واستمعت إلي برامج صوت العرب وشاهدت في التلفزيون الاحتفالات بأعياد الثورة وا لاستعراضات العسكرية والبرامج التي توضح النهضة الزارعية والصناعية والتعليمية  والثقافية ..الخ.

كما قرأت وشاهدت معظم مسرحيات الستينات وحفظت كل أناشيد الثورة وأحببتها – ولا أزال- وأنشدتها في المدرسة والشارع وفي الحمام، وتغنيت بها مع حبيبتي في نزهاتنا الخلوية!

وفي عام ٦٧ كنت قد تخطيت سن الرشد بعام.

لم أكن ناصريا...أعترف بذلك، ولم أصدق كل هذا الركام الهائل من الكلام والأصوات والصور...الأمر الوحيد الذي صدقته أننا سنكسب المعركة التي بدأت في ٥ يونيه ١٩٦٧

وفي ٩ يونيه استمعت إلي خطاب التنحي، وقبل أن ينتهي الخطاب كنت في الشارع اهتف مع الملايين، ولو عاد التاريخ لعدت.
أكتب هذه المقدمة حتى لا يطلب من أحد أن أرجع مرة أخرى إي وثائق و أدبيات الثورة ، أو ينبهني إلي بعض ما فاتني من تفاصيلها.

وللقارئ أو المتفرج كل الحرية أن يصنف مسرحيتي علي إنها رجعية أو تقدمية أو حتى هزلية مسفة. فكل هذه المسميات أحكام تتعلق بالفكرلكن ما أرجوه – جادا وصادقا- لا يصنف البعض مسرحيتي علي أنها سياسية.

فالناصرية وإن كانت تنظر للفكر علي أنه مكروه، إلا أنها كانت تري في العمل السياسي جريمة، وكانت تأخذ علي المعتقلين تعهدا وإقرارا بعدم الاشتغال بها.

وأنا ابن هذه الفترة، وقد كنت وفيا لها وللنظام، فلم يكل لي أو لأي أحد قابلته من جيلي بلا استثناء بطاقة انتخابية، وإذا كنت لم اتبع الزعيم والطريقة...فقد يغفر لي أني لم أتبع غيره.

ورغم مرور الأعوام، فمازلت أحرم ذلك علي نفسي أخذا بالأحوط !

إذن ..هذه مسرحية .. لا أكثر ولا أقل.

ولتطمئن روح الزعيم حيث يرقد.

 

لينين الرملي، ١٩٩٢

bottom of page