top of page

جائزة الأمير كلاوس

سفارة هولاندا بالقاهرة 

 ١٠ أكتوبر ٢٠٠٥

 

 كاتب مصري يفوز بجائزة الأمير كلاوس الهولندية الرفيعة 

 

فاز الكاتب لينين الرملي (مواليد ١٩٤٥ – مصر) بجائزة الأمير كلاوس لعام ٢٠٠٥.

ويعتبر لينين الرملي كاتب ساخر يتناول العادات والتقاليد الاجتماعية والنفاق والتعصب الأعمى، فنجد أعماله مزيجاً من المادة الثقافية العميقة والدعابة الترفيهية، وهي تشمل المسلسلات اليومية والمسرح التجريبي، إلى جانب حوالي ٤٠ مسرحية و١٢ فيلماً؛ وتتنوع أعماله من هزلية ساخرة ومفارقات إلى هجاء ولامعقول؛ كما أنه شارك بمقالته في الصحف اليومية وأسس فرقتين مسرحيتين، حيث قام برعاية وإخراج أعمال الهواة الموهوبين.

 وتُعرض أعمال الرملي في جميع الدول العربية، وقد تُرجمت لعدة لغات.

 وتعكس هذه الجائزة اتجاه الصندوق نحو "الفكاهة والهجاء"، فقد قدرت هيئة الصندوق أعمال هذا الفنان من حيث التعاطف مع الضعفات والزلات الإنسانية وتأثيرها القوي والمحبب للمشاهد؛ وقد مُنح الرملي جائزة الأمير كلاوس لتركيزه على الهجاء السياسي والكوميديا، مع الموازنة بين الجانب الترفيهي والهجاء السياسي والفكري الجاد.

كلمة السفير

 

الكلمة التي ألقاها سعادة السفير/ تشيرد دي زفان، سفير هولندا بالقاهرة، بمناسبة الاحتفال المقام بمنزله لتكريم السيد/ لينين الرملي لفوزه بجائزة الأمير كلاوس، وذلك يوم الأربعاء الموافق ٢٥/١/٢٠٠٦

 

السيدات والسادة الحضور،

 

"هذه هي المرة التاسعة التي يقوم فيها صندوق الأمير كلاوس بتكريم شخصيات رائعة أثرت المجتمع ورفعت من شأنه وأحدثت به تغييرات إيجابية من خلال أعمالها الأدبية"؛ وهذا العام، تم اختيار موضوع الفكاهة والهجاء

 

وتضم قائمة العشر شخصيات الحائزة على هذه الجائزة هذا العام كاتباً، وفناناً للرسوم المتحركة، ومدافعاً عن البيئة، وممثلاً، ورساماً، وأيضاً السيد/ لينين الرملي الذي تم وصفه بأنه "أحد أشهر الكُّتاب المسرحيين في مصر الذين تتسم أعمالهم بالغزارة والكوميديا المثيرة للجدل"

 

وقد أمسك لينين الرملي بقلمه الشهير منذ سن التاسعة، وتم نشر أول قصة قصيرة له وهو في الحادية عشر، وأبداً لم ينظر إلى الوراء؛ فقد تخرج من معهد الفنون المسرحية عام ١٩٧٠، وأصبح كاتبً ومؤلفاً مسرحياً، حيث اتسمت أعماله بالجدية والتحدي والمتعة، ليستمر هذا الثالوث واضحاً في كل أعماله طوال رحلة عمره

 

ويُعرض له حالياً مسرحية "أهلاً يا بكوات"، كما سيتم عرض مسرحية "الأسرى" بساقية الصاوي بالعربية والإنجليزية ابتداء من ٢ فبراير؛

 

ونجد أعمال لينين الرملي متطرقة للعادات والأخلاقيات، متحدية للأفكار المتشددة، مبارزة للتقاليد البالية، مثيرة للجدل، مدافعة عن التقدم والحرية والتنوير، فلينين يملك من الأدوات ما يجعله قادراً على تحقيق كل هذا

 

إن الفكاهة تضفي على الحياة المذاق المطلوب، لتأتي الضحكة علاجاً لكثير من المحن البشرية؛ وقد يكون الهجاء أكثر تعقيداً، حيث تمتزج الفكاهة بالتحليل لتأتي بوجهة نظر ناقدة لعالمنا الذي كوناه، وتركز على سُخف الواقع الذي خلقناه؛ وقد يكون الهجاء الممزوج بالفكاهة مؤلماً في بعض الأحيان إلا أنه قادر على الإثارة؛ وقد نجح لينين الرملي في توظيف كل هذه الأشكال إلى أقصى الحدود

ومن خلال أعماله، يقدم لنا لينين عدسة مكبرة تعكس لنا عالمنا بأوجه قصوره وقيوده التي هي من صنع أيدينا؛ ولكن هذه الأعمال تمنحنا أيضاً بريق أمل وترسم لنا الطريق للأمام

السيدات والسادة إنه لمن دواعي سروري أن أدعو السيد/ لينين الرملي لقبول جائزة الأمير كلاوس لعام ٢٠٠٥

كلمة لينين الرملي في حفل جائزة الأمير كلاوس

 

عندما أتأمل حصولي علي جائزة الأمير كلاوس لا أجد في الأمر أي غرابة. حقا هي جائزة من هولندا وأنا من مصر. ولكن أسمي من روسيا.

لم يكن لأبي وأمي أي علاقة بروسيا ولم يذهبا لأرضها يوما لكنهما رأيا أن هناك ما يربطهما بفكر إنسان أخر يعيش على بعد كبير من وطنهما. ولهذا لم يترددا لحظة أن يطلقا أسم لينين الروسي على أبنهما البكر.

ولكن الابن عانى مبكرا من الإحساس بالاغتراب. وكانت الكتابة طريقته في التغلب على هذا الاغتراب وتجاوزه. فالكتابة إحدى وسائل الاتصال بالأخر. ولكن الابن كوالديه ,لم يكن الآخر بالنسبة له الناس الذين يعيشون في وطنه فقط. كتب كما يكتب الناس رسائلهم ويضعونها في زجاجة يلقونها في البحر. وقد التقطها البعض في وطنه ولكن زجاجته وصلت أيضا إلى شواطئ هولندا وتعني الجائزة أنه رغم حاجز المكان واللغة وجزء من التراث فهناك أشياء مشتركة بيننا في مصر وبين الآخر في هولندا. أو بين هولندا وبين الآخر في مصر. وسعادتي أن أكون واحدا ضمن كثيرين يشكلون حلقة الوصل بين الناس وبعضهم في كل إنحاء العالم.

 ولهذا لا أشكر الجانب الهولندي على السعادة التي منحوها لي بحصولي علي جائزة الأمير كلاوس فقط، لكني أشكرهم علي فكرة الجائزة في حد ذاتها والتي خصصوها لأفريقيا وآسيا وأمريكا اللاتينية. وأقول لقد وصلت رسالتكم إلى شواطئنا. وقبل أن أغمض عيني سأقول لأولادي احلموا بيوم يسبح فيه كل البشر في بحر واحد.

bottom of page